Riyadh Subahi
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هندسة الجيوماتكس
إن البيانات المكانية المتوفرة اليوم حولنا ليست وليدة التطور الحاصل بعد الثورة الصناعية ، والحرب العالمية الأولى والثانية ، فهي قديمة قدم الإنسان ولكن الجديد يكمن في الإمكانيات التي أصبحت متوفرة لتحديد ظواهر الأشياء ومواقعها في كل مكان من المعمورة ، و باتت عملية الربط بين الظواهر على سطح الأرض وموقع محدد ومعرف بأبسط جزئياته عن طريق وسائل القياسات القريبة والبعيدة من أبسط العمليات الممكنة ، ونجم عن ذلك تداخل فريد من نوعه بين البيانات والقياسات
ظهرة هندسة الجيوماتكس في البداية كجملة من الأدوات ثم التقنيات المستعملة ، وتأكد دوره الأكاديمي ليصبح علماً يُدرس في جامعة لافال بكندا منذ الثمانينات من القرن العشرين الميلادي ، بعد ذلك تطور المفهوم لتهتم عديد الشركات في القطاع العام والخاص بهندسة الجيوماتكس لتصبح وزارة الموارد الطبيعية هي الراعي الرئيس للجيوماتكس في كندا
تختلف القراءات والمفاهيم المقدمة لهندسة الجيوماتكس بين لغة المنشأ وهي الفرنسية ولغة العلوم اليوم وهي الانجليزية ، فان كان الكنديون والفرنسيون يؤكدون على استقلالية هذا العلم الذي تتداخل فيه علوم أخرى كنظام تحديد المواقع ، نظم المعلومات المكانية ، الجيوديسيا ، المساحة التصويرية والاستشعار عن بعد ، الخ...، فإن البلدان الانجلوسكسونية وعلى رأسها الولايات المتحدة تتحدث عن علم هندسة المساحة وأحيانا عن نظم المعلومات المكانية اما بالنسبة لنا فلقد تم اعتبار أننا نتبع العلم من مكان مولده ومن مدارسه الأصلية